قراءة للشاعر د.حسين الشمري … شعرية التناص في شعر ميساء زيدان قراءة في قصيدة ( قميص يوسف)

البلاد اليوم – بغداد –
لقد شكلت شعرية التناص في هذا النص الشعري مسرحا لطرح هموم الانا الشاعرة واستعادت الزمن الماضي والحاضر الاليم في ان واحد.
نجحت ميساء زيدان في خلق معادلا موضوعيا من الاستعمال القرآني لقصة النبي يوسف ع ودلالة القميص في المؤامرة الاولى من إخوة يوسف وما جرى له وما حدث للوطن الحبيب سوريا من العرب الذين القوا به في غياهب الجب والظلمات هذه الرموز التي فتحت احداثا مروية حول التشرد واليتم والنخاسة وكلها ترتبط بخيط يكاد يميزه القارئ مع القصة المتناص معها .اذ نجحت الشاعرة في ربطها بأحداث متسلسلة دونما قطع او استباقات اخرى.
وقد شكلت دلالة الصبر ملاذا في القصتين .واسهمت الافعال المضارعة باستمرارية الحدث .بدليل قولها ( يا يوسف العادت به الايام ) اشارة الى قوله تعالى: ((وتلك الايام نداولها بين الناس)) ، وقد تواشجت المعاني العميقة مع بنية اللفط في دمج القميص في الاعجاز الذي رد بصر يعقوب والقميص الممشوق في حادثة زوج العزيز …معلنة النداء الصريح بانتفاضته من جديد…..قميصُ يوسف..!
النص الشعري
قميص يوسف
يا موطناً.. قد يشتريهِ الصبرُ
من سوق النخاسةِ، والزنا..
كلّ الدّنا..
ركبتْ على كتفيهِ
أشعلهُ الخنا..
ما بالُ أهليهِ، أما سمعوا بهِ
ما بالُ أطفالٍ تكونُ ولا أبُ..
حتى الملاجئ أقفلتْ أبوابها
خُتمتْ بشمعٍ أحمرَ
مما سبوا..
ركبوا على كتفيهِ
رقصوا على ردفيه
سكروا على ساقيهِ
إذْ نسوا أمةً
وُلِدَتْ برحمٍ
لا يساومُ، يلهبُ..
مهما يكنْ..
كتمزّقٍ في ثوبهِ
كتورّمٍ في خدّهِ
نزفٌ، دموعٌ،
أو قدودٌ تُصلبُ..
في خِدْرهِ سيكونُ معتلاً
يُقاومُ.. يُرهبُ..
يا موطناً..
زرعتْ خطيئتُهُ الدمارَ
فذا الحصادُ، وذا المُنى..
سمسارُهُ، نخّاسُهُ، دجّالهُ
هُمو سوسنا..
وتظلّ كلّ رذيلةٍ همجيةٍ
وشماً على أجسادِنا..
شرفاؤهُ، أبطالهُ،
تاريخهُ، ونضالهُ
في سجنهِ
غضبٌ.. سنا..
بسلاسلٍ ربطوهُ ثمّ رموهُ
في جُبٍ
فما قالوا، وما فعلوا،
وما حملوا القنا..
يا موطناً.. يا يوسفَ
العادتْ بهِ الأيامُ
تُلغي الأزمنا..
يا يوسفَ العصرِ.. أنتفض،
فقميصُكَ المشقوقُ
رفرفَ ها هُنا…!!