ظاهرة التسول الأسباب و النتائج

بقلم زينة حامد –
تعتبر ظاهرة التسول من الظواهر المرضية التي تضرب المجتمعات كافة ، ونحن اذ نتطرق الى هذه الحالة إنما نحاول الخروج بخلاصة مجتمعية من اجل وضع الحلول المناسبة لها ولو بـاقل تقدير عبر الحد منها و تحجيمها من اجل عدم الانتشار و تحولها الى ثقافة غير إنسانيه لها إبعادها في الزمان و المكان و نظم و روابط تبنى عليها هذه الظاهرة ، ونحن اذ ندرس هذه الظاهرة على انها ظاهرة مرضية تضرب المجتمع و ذلك لفداحة ما نشاهده من مشاهد تؤلم القلب و تبكيه في بعض الأحيان و تُقابل بالرفض و الازدراء عبر أحايين اخرى لما تحمله هذه الظاهرة من تأثير على سير النظم المجتمعية و محاولة عرض المنظور الإنساني و الحضاري على انه بناء هزيل و غير مستقر سيما وأنها تلعب على وتر الأحاسيس و المشاعر و محاولة استدراجها للحصول على كسب غير مشروع هذا و قد اصبح الشارع مسرحا لكل ما هو غريب و عجيب من المشاهدات بكثرة العدد و تنوع الأساليب و بات يبعث بالتساؤل لما وصلت الحالة الى هذه الدرجة المرضية العضال التي اصبح شفاءها ان لم يك مستحيلا فشبه مستحيل فظاهرة التسول التي اصبح يمارسها الكثيرون بمختلف أجناسهم و أعمارهم تحت عناوين عدة و أسباب كثيرة ضاعت حالة العوز الحقيقي الذي يسمى بــ(التسول الاضطراري لكثير من المحتاجين ) الذي يختلف بدوره عن التسول الذي يسمى بالتسول الاحترافي الذي يمارسه بعض هؤلاء و يقصدون الثراء المادي ، و مما يلفت النظر و يتوجب الدراسة شريحة الاطفال لما لهؤلاء من تأثير مهم في بناء المجتمعات و تطورها ، التي بدأت ُتُستخدم استخداما لا انسانيا عبر زجهم في سوء الوضع ، و محاوله الثراء المادي من خلال امتصاص طفولتهم البريئة فتراهم يفترشون الشوارع و التقاطعات الى وقت متأخر حتى بعد منتصف الليل ،و تتنوع اساليب هذا الاستجداء بطرق عدة منها مد اليد و التلفظ بتعابير الطلب الممزوج بالالم و الملابس الرثه ، و محاولة عرض الخدمات التي لا نحتاج لها مثلا محاولة مسح زجاج السيارات ، او حمل اكياس التسوق عند ابواب المحلات عنوة من المتسوق و في بعض الاحيان حمل علب الحلوى و العلكة البائسة و استعمال اسلوب العاهات المصطنعة و طرق التحايل المتنوعة و ما ينطبق على شريحة الاطفال نراه شاخصا مع شرائح الاعمار الاخرى من النساء التي تتفاوت اعمارهم من السادسة عشر و حتى السبعين ، و اللاتي يكن عرضة للجنوح و الاستغلال الجنسي بـ اعمارهن الصغيرة عبر تحويل الجسد الى مادة ربحية و دخل مادي مؤقت ، وسنمر سريعا على بعض الاسباب التي تدعو الى التسول كالفقر والحاجة الى المادة ، الكسل الذي يدفع هؤلاء الى الكسب الوفير بجهد وزمن قليل ، تحول الحالة الى مرض وراثي اجتماعي ، تحول الحالة الى مرض نفسي يحاول المتسول من خلاله تعويض مركب النقص ومحو عقدة الشعور بالذل التفاوت الطبقي الحاد ، والادهى والامر في هذه الحالة هو تحولها عند هؤلاء الناس الذين يشكلون مجموعه ليست بالقليلة هو ايمانهم بان التسول مهنه حالها حال المهن الاخرى ، وعلى هذا الاساس ومن هذا المنطلق يتبين لنا اننا ازاء حاله خطرة سيما وان بعض هؤلاء يعتبرون قنابل موقوتة تنتظر اشعال الفتيل من اجل الانفجار باقل كسب مادي سيما ونحن نعيش حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار جراء الصراعات السياسية والحياتية الاخرى والحرب ضد قوى الظلام المتمثلة بداعش واعوانها من الفاسدين والعصابات الاخرى التي باتت تستغل هذه الشرائح .