قولوا لَهُ …

بقلم الشاعرة مسار الياسري –
سيهيمُ في الطرقاتِ وحْدهُ خائفا
وسيرقصُ البَجعُ الأنيقُ على اختناقة
صدركَ الموشومِ بالأسبابِ
قولوا لَهُ:
أطفأتُ شمسًا أشرقتْ بغيابي
ومحَقْتُ ضوءًا كاللُجينِ بلحظةِ
القمرِ استقامَ ببابي
سيموتُ شوقًا بينَ أرصفةِ الهوى
وسيشْربُ الليلُ اللعينُ رضابي
قولوا لَهُ:
سيجيءُ وجهُ الصبحِ يحملُ زهرةً
حيرى ويحْملُ لحنهُ المنْسيَّ في
وترِ التصابي
سيقولُ فلنرقصْ على إيقاعِ خيبتنا
الأخيرةْ
وأنا الملِمُ ما تبقى مِنْ بقايايَ التي قدْ
بعْثرتها سمرةٌ مثلَ الجريرةْ
وأجيبُ لمْ أرقصْ بكلِّ بساطةٍ
رغْمَ التشظّي في ثنايا روحيَ العطشى
تجففني الظهيرةْ
فيهبُّ مثلَ الريحِ يعْصِفُني الهوى
وذراعهُ تمْتدُّ فوقَ النهْرِ
طوّقَ خصرهُ بندى الضفافِ
وأنا كما لو كانَ نفسي بتُّ
أعرفهُ تربّعَ في الشغافِ
يمضي وحيدًا ينتشي بالهمِّ
يلمحُ في نهايتهِ المطافِ
وأنا لأدركَ إنَّهُ
في الليلِ يرعى حلْمهُ ليجيءَ
فجرُ الضحكةِ المخبوءِ أنقاها
بثغرٍ من عفافِ
ويزيدُ لونُ الشهدِ في عينيا
ويقولُ إنَّ اللهَ
يسكنُ في ملامحِ وجهيَ العاجيِّ
أو جفْنيّا
وسيقرأُ الحبَّ النبيلَ على انتفاضةِ خافقي
لكنهُ لن يسْكبَ السحرَ العجيبَ
عليّا
لا لنْ أسامحهُ ليرحلَ صوبَ ظلمَتِهِ
فقد نُسِب الصباح اليّا