رمضان.. وموائد الإفطار على التواصل الاجتماعي

بقلم زينب فخري –
تطبيقات التواصل الاجتماعي بدأت تعج بصور الموائد الزاخرة بمختلف أصناف الطعام بعد أن ضجت بالتهاني والفيديوهات وبطاقات الأماني بقدوم الشهر الفضيل.. طبعا صفحات الفيس وغيرها من التطبيقات هي مساحتكم الشخصية وتعبر عن اهتماماتكم وثقافاتكم ولا يحق لي أن أتدخل في نوعية منشوراتكم.. لكن أسمحوا لي أن أنبه لوجود أبناء شهداء ونازحين وفقراء.. اسمحوا لي أن أعكر صفو نشركم بصور لأمهات تبحث عن كسرة خبز في المزابل.. وبصور لفتية صغار تلتقط ما في أكياس القمامة.. طبعا لن تسمحوا لي لأنكم تدركون ما تفعلون ولستم غافلين عن المعاني السامية لشهر رمضان الفضيل.. ولن تسمحوا لي لأنكم ستقولون (بفلوسنا ونحن أحرار.. والصفحات خاصتنا ونحن أحرار!!)!!.. صحيح.. من حقك أن تمليء كرشك.. وتحرص على شحنه بما لذ وطاب! ومن حقك حبيبي أن تتلمس بطنك وتتجشأ (تتريع) ومن حقك أن تلعب بأنفك كتعبير عن رضاك.. لكن ليس من حقك أن تجرح مشاعر الآخرين وتألمهم بصور لا طاقة لهم بها وصنوف طعام ربما لم يسبق أن رأوها وربما كانت موجودة واختفت من ذاكرتهم الآن لظروفهم المعيشية.. ليس من حقك أن تهين فقر الآخرين في شهر دعا فيه الله إلى الرأفة بهم والإحساس بحرمانهم.. ربما يقول قائل هذه مجرد صور!! فنحن ايضاً لم نأكل منها ولم نتذوقها.. هذه صور سحبت من مكان ما.. عزيزي كن مسؤولاً عن منشورك وتأكد أن هناك المئات التي تنظر وترى ما تنشر وما تكتب وما تعلق.. في الدول المتقدمة يعاقب الفرد على هذا الإسراف والتبذير.. والقرآن الكريم ذمّ المبذرين ووصفهم أنهم أخوان الشياطين: “إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا” سورة الإسراء/26- 27. فكن إنساناً واعياً شاعراً بما تكتب وتنشر وتقول.. وشكرا لسعة صدرك أيّها القاريء العزيز..