أبي …

بقلم الشاعر عباس رحيمة –
كان يشتمني كل يوم
لانني أفسد عليه حياته
وحملت على اوزاره حملا
لكنه كان ينتظرني بفارغ الصبر
ليشتد عودي
وارفع عنه الوزر
لكنني خذلته
عندما اشتد عودي
حملت اوزاري
وذهب الى الحرب عنوه
ازداد عليه الحمل
فغدا يملأ جيوبي نقودا
بما تبقى من راتبه
كي ادفع اجرتي
وأعود الى الحرب
وهكذا
اصبح وزره يزدا عبئا
لانه انجب خمسة ابناء
وكلهم انساقوا
عنوة الى الحرب
لم يعد ينهرني
كالمعتاد
بل أصبح سعيدا حين يراني
عائدا من الحرب معافى
احمل اوزار الحرب
ورائحة الموت ببدلتي الكاكي
ابي بكا كثيرا
عندما خف وزره
لقد فقدنا الواحد تلو لآخر
كبذرة خذها الريح بعيدا
حتي ابيضتَ عينياه،
وا نحنى ظهره،
ليس من ثقل الحمل
بل من قسوة الحياة
وفراق الابناء