طاحونُ العُمْر

بقلم الشاعرة صباح عيسى –
أجسادنا
مرايا وجعنا الداخلي
تهوي
مع انكساراتنا
ما عادت تستطيع التظاهر
والتخفي أكثر
خارت قوانا
شلت حركتنا
بتنا عاجزين
لا اليد تسعفك
ولا القدمين
لا دم الوريد
ولا حتى العينين
الكل متعب الكل حزين
صوت عميق
يطاول السماء
لا يستكين
بهدوء الروح
كحد السكين
أرواحنا بليت
هرمت
من كثرة الأنين
ما عرفت سوى الألم
وطاحون العمر مجنون
يتخبط لا يعرف طحين
أسنان الرحى تتآكل
تدور مع الريح
تصم الأذنين
بيد الحنين
أحلامنا انحنت
كوتر قديم
ما استطاع الرنين
بلحن أمل
ولا بدمع الملايين
صاحت
يا تلك السنين عودي
أفجعنا الأنين عودي
أضنانا الحنين عودي
ازرعي حبا
و ياسمين
كم بتنا حائرين
إنا لمتعبين
أين اليقين
اليقين
أجسادنا أرواحنا
أحلامنا
سرقت في غفلة عين
يا أحلام الصبا
يا ضحكات الأطفال
يا فرح الأنا
ماضينا حلم مقيت
حاضرنا قاس مميت
مستقبلنا
كيف عساه يكون
عـــــودي
لا ندري إن غادرنا
أو بقينا
قبل أن تعودي
عــــــودي