لو قلت …

بقلم الشاعر مالك البطلي –
ماذا لَو أني خُنتَك؟
وماذا لَو أحْببتُك بطَريقة اكثرُ قَداسة
ورَحمة ودِقة وإنسانية؟
وماذا لَو إن خِطابي كُلَهُ كانَ موجَهاً اليك؟
ثمَّ ماذا لو إن قَلبي يَهيمُ بك؟
مُنذُ ليالٍ وأنا في إنتِظار تلكَ الدموع كَي أرى الياسَمين ينبُتُ حولَ قَلبي
وكَي ازهُرُ مِن جَديد وأبتَسم في وَجه البائسِين أمثالي
أنظُرُ إليك بعمقٍ وأصرَخ
لكنَّ صَوتي يَرحَلُ وأنا أتَلاشى
وأجِدُ نَفسي معَ كُل ما أمْلُك من الابْعاد والتساؤلات المنهَكة صَغيرا بحَجم قبضةِ يَدك
وذابِلاً كوردةٍ في صَحراءٍ قاحِلة
وإبتِسامَتي يُشَوهَها الأرَق
اللهمَّ
فَلِتَسمح ولَو بمَطَرٍ قَليلٍ
أشعُرُ بسَقفَ غُرفَتي يَجثمُ على صَدري
ويُحَطمه
فأحتَضرُ وأنا أُراقب شاشةَ هاتفي
والصَمتُ يُحاصرَني
والغُبارُ يُصارع نافذَتي
وصَفيرُ الاشجارِ يُرعِبَني
كلُ شيءٍ هُنا يُخيفَني
والساعةُ تَمضُغَني
وتَصفَعُني ثم تَبصُقَني بَعيداً عَني
وَوجهُك وحدُه يَغزو مُخَيَلَتي
فَيَتَوقفُ نَبضي وحَشرَجَةُ صَدري المُكتظ بِدُخان سَجائري التي لَملَمتُها من عَلى رَصيف الحانة في الليلةِ الماضية
لا طاقَة لي على فِعلِ شيءٍ إلى الدَرَجة التي فِها لو حَطَّت فوقَ كَتفي فَراشةٌ
لَأسقَطَتني أرضَاً
وأنتِ وحدَكِ من كان بمَقدورِها إنتشالي من هذا العُمق المُفعَم بالموتِ والرُعب
وَوحدك من كان بإستِطاعتهِ أن يُرَبّت على قَلبي ليَعودَ اليهِ نَبضُه المُتَوَقِف
نَعم وحدُك
ولكنَك لَمْ تَفْعَل وإن بذاكِرتك
آه
لو قُلتَ : إن الخطابَ موجهٌ إلَيّ يُعذِبَني
آه
لكن دونَ جَدوى
أحتاجُ إليكِ لكنّي أبتَعِدُ عَن نَفسي
إنهُ لأمر رَهيب عندما تَكون في حَيرةٍ وَتَشرَبُ آخرَ كأسٍ من خَمرَتِك
يا لي من غَبي وأنا أكتبُ إليكِ وما أقساني
لأني سأوفِر عَليكِ سيلاً من الدموع حينَ قراءة ما كَتَبت
أُحبك
وأُحبك
وأُحبك
و…..و…..و…..
وإلى دَرَجة التلاشي…!