((سيّد الأسرى))

بقلم الشاعر علي فياض – سوريا –
يقتلعُ نجمةَ داوودٍ
يغمدُ في أحشائها السّيفا
يرتدي الإسراءَ لباساً
يجعل الصّليبَ غراساً
ينغمسُ بالله انغماساً
وكلُّ مساجد الدنيا
تقفُ خلفهُ صفّاً صفّا
يجلسُ مع روحِ القُدسِ
يُناجي أبطالَ الأمسِ
كي يحموا الباب
ويحموا السّقفا
هو ليس مريضاً
هو ليس سقيماً
هو ليس طريحاً
في المشفى
هو خلف القضبان
وفي المنفى
أيا سيّد الأسرى
لِمَ أبعدوكَ
عن قُبّة الصخرة ؟
لِمَ أبعدوك
عن أُمّك الكبرى ؟
ألكيْ تصبح سراباً
ألِكي تصبحَ خيالاً
وطيفاً ؟
أحرقوا أنفاس جوامعكَ
مزّقوا أكباد شوارعكَ
كسَّروا كل أشجارك الممتدة
من الجولان إلى حيفا
وألقوا القبض
على أمك عند النهر
وهي تنجب أبطالاً
وتزرعهم سيوفاً في الضفّه
………………
(2)
يا صديق السّماوات
اعلمْ أنّ اسمَكَ
في قلب العربِ قدْ مات
واعلمْ أنّهم باعوا جدائلَ أمّكَ
ونثروها في أرضِ الشتاتْ
واعلمْ أنّهم من خلفِ
جميع الحُجراتْ
شوّهوا نسلَ العائلة
زوّروا أسماءَ بَنيك
زوّروا أسماءَ البناتْ
فالقدسُ أورشليم
والرّملة دانيلْ
وأيلة الصغيرة
أصبحت إيلاتْ
…………………….
(3)
مصفوفٌ أنتَ على رفوفِ الذّاكرة
والليلُ طويلٌ يا حبيبي
وأنتَ تسيرُ بلا مركبٍ ولا قاطرهْ
ودمعُكَ في بُحيرةِ الشّوق يطفو دوائراً
ثم يختفي دائرةً فدائرهْ
والعربُ …
باعوا لحم مآذنك
باعوا قلوب معابدك
لليهود السماسرة
واغتالوك بسيوفِ المصلحهْ
واستغفرُوا ثمَّ كبّروا
وهم يحملون المِسبحهْ
فآهٍ .. وآهٍ يا حبيبي
على دِينهم ما أقبحهْ
……………..
(4)
باعوك يا معراجَ النّبي
باعوا البلاغةَ في شفتَيْ علٍيْ
قتلوا عمر
وجلدُوا عند الفجرِ
( الأيّوبيْ )
وصادقوا يهودا
الصديق الصدوق
والخل الوفي
وخانوا أجدادهم
ودفنُوا تحت رمالهم
كلَّ عنفواننا العربي
………………..
(5)
الأقصى الباكي هذا العامْ
قابعٌ في السّجن ينتظر الإعدامْ
تسقطُ سترته الزرقاءْ
يمشي بعيون عمياءْ
يشربُ آخرَ قطرةِ ماء
عليه من ربّي السلام
فيغُصُّ بشربتهِ
والحبلُ برقبتهِ
يشدّهُ اثنان :
أميرٌ وحاخام