قطاع النفط في فنزويلا يوشك على الانهيار

البلاد اليوم – وكالات –
تحولت شركة النفط الوطنية في فنزويلا، التي كانت مصدر الدخل الأساسي للدولة على مدى عقود، إلى عبء كبير بعد أن أصبحت مثقلة بالأعباء وتعاني من نقص التمويل والمديونية لجهات دولية وخاصة في الصين وروسيا.
ويرجح محللون أن تتفاقم متاعب شركة “بتروليوس دي فنزويلا” بسبب العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في يوليو الماضي وأن تؤدي إلى الحد من إمكانية الحصول على القروض.
ويواصل إنتاج النفط تراجعه بينما يستخدم القسم الأكبر من الصادرات لسداد مليارات الدولارات من الديون مما يضع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في موقف حرج.
وتقدر قيمة الواردات بما يعادل 96 بالمئة من دخل الحكومة من العملات الأجنبية والتي يذهب معظمها لتمويل العديد من البرامج الاجتماعية.
ويقول تاماس فارغا المحلل لدى مركز بي.في.أم أويل أسوسييتس ومقره لندن إن تراجع عائدات النفط معناه “خطر حقيقي بالتخلف عن الدفع” وسوف يتفاقم الخطر بسبب العقوبات الأميركية.
وفرضت واشنطن في يوليو عقوبات مباشرة على المسؤول المالي في شركة النفط الوطنية سيمون زيربا ومنعت الأفراد والشركات من التعامل معه. وصعّدت العقوبات في الشهر الماضي بحظر شراء أي سندات خزينة جديدة تصدرها كراكاس أو الشركة الوطنية النفطية.
وقال البيت الأبيض إن الهدف هو “حرمان النظام الدكتاتوري بزعامة مادورو من الحصول على مورد أساسي للدخل من أجل بقائه بشكل غير مشروع في السلطة”. لكن ما تفعله هذه العقوبات عمليا هو حرمان شركة النفط الوطنية من خيار إعادة هيكلة ديونها عبر إصدار سندات جديدة.
وندد مادورو بما اعتبره حصارا ماليا واقتصاديا بينما خفضت وكالة فيتش تصنيف بلاده الائتماني درجة، ورجحت احتمال إفلاس كراكاس وتخلفها عن تسديد التزاماتها المالية.
ويتعين على فنزويلا تسديد 3.8 مليار دولار من مستحقات الديون خلال أكتوبر ونوفمبر بينما تراجع احتياطيّها من العملات الأجنبية إلى ما دون 10 مليارات دولار.
التعقيد الآخر الذي لم تظهر آثاره بالكامل بعد، هو تبعات الإعصار هارفي الذي ضرب تكساس حيث ثلث محطات تكرير النفط الأميركية وبعضها يعالج النفط الخام الفنزويلي.
وكان رئيس شركة النفط الوطنية الفنزويلية نيلسون مارتينيز قال الأسبوع الماضي إن إحدى محطات تكرير نفط الشركة اضطرت إلى إقفال أبوابها لكنها لم تصب بأضرار رغم وجودها في المنطقة المنكوبة في ولاية تكساس.
ويمكن أن يشكل الإعصار الذي حال دون تمكن ناقلات النفط من تفريغ حمولاتها ضربة قوية لصادرات النفط الفنزويلية التي باتت في وضع هش.