في ذاكرةِ الزقاق..صبية ..

بقلم الشاعر الدكتور مهدي سهم الربيعي –
1..
تركتُ الجلوسَ عند النهر
ضفافٌ خاوية
لم أعد أرى وجهي
على صباحِ مراياه
أكتسى الطُحلب
الوجه الآخر للساقية
—————————
2..
هاجرتُ مع الماء
الى حيث ﻻ أدري
تُقطعني أنيابُ الظمأ
القدر مخبرٌ سري
أفشى عندَ أعتابي
آخر أسرار الأمل
————————-
3..
أسافرُ عبرَ ذاتي المفقود
المنشود منذُ الأزل
التفُ بهواجسٍ مضنية قلقة
لطالما استهواني
سماعُ غنائها الموحش
————————
4..
أسدلتُ ستاري مع الليل
كلانا يرتدي ذات السو اد
ﻻ فرقَ بيننا
أختلطت الألوان
حتى الفجر
لم يعد يرتدى حلة الشمس
———————–
5..
أدرانٌ صدئة تنتابني
تتسربُ نحوي عبر الزمن
نوباتُ صرع تضرب جسدي
تعودُ بي الى حيث منشئي
حيثُ أنتمي
موطني
موطن الممات
ﻻ الحياة
———————-
6..
سقط من فأس القدر
موطن بزوغ الألم
فجرهُ الداكن أنا
الألم أنا
هاتي فرحك
تُحرقهُ أنفاسي
مشتقةٌ من براكينِ الجحيم
——————–
7..
لو لَم يكن الليل
لو لَم أعرفه
فجرهُ الغائب
مُغرٍ ..
ترنو جبهتي لمصافحته
غادر بحججٍ واهية
——————-
8..
شحَ الشُح..
لم تبقَ سوى بعضِ أنفاس
تلوذ بالفراغ
تلفظ الزفير الاخير
لتنتهي الحكاية
——————
9..
تساقطت الأغاني
تساقط زغب الريش
قربَ أوكار الذئاب..
فأنشدت عواءها المرعب
——————-
10..
عدتُ أجوب الشوارع
أبحثُ عن زقاقنا القديم
اجولُ في ذاكرته
بصبيتهِ اللاعبين
على ضفافِ نهرٍ مغدور
لم أجد نهري
لم أجد الصبية