مستقبل موغابي غامض بعد انقلاب في زيمبابوي

البلاد اليوم – وكالات –
جاء إعلان جيش زيمبابوي، سيطرته على حكم البلد الأفريقي ليثير تساؤلات عدة بشأن مصير رئيس البلاد روبرت موغابي الطاعن في السن.
ورغم أن الجيش سارع بالإعلان أن تحركه يستهدف “مجرمين” محيطين بالرئيس وأن موغابي وأسرته بخير، فإن مراقبين يشيرون إلى أن مشهد الانقلاب بدا شديد الأهمية وعلامة فاصلة في تاريخ زعيم مثير للجدل جلس على مقعد الحكم ما يربو على ثلاثة عقود كاملة.”
وأفاد بيان للرئاسة في جنوب أفريقيا أن الرئيس جاكوب زوما اتصل بموغابي الذي أبلغه أنه رهن الإقامة الجبرية في منزله ولكنه بخير”.
وأضاف البيان أن “زوما سيرسل مبعوثين إلى زيمبابوي للقاء موغابي وممثلي قوات الدفاع هناك التي استولت على مقاليد السلطة”.
وقال مصدر مطلع إن “جنودا في مركبات مصفحة أغلقوا الشوارع المؤدية إلى المصالح الحكومية الأساسية والبرلمان والمحاكم في وسط هاراري، في حين نقلت سيارات الأجرة الموظفين إلى أعمالهم في أماكن قريبة”.
وأضاف أن “الجيش سيطر على مستودع وحدة دعم أمنية في هاراري وقام بنزع سلاح قادة الشرطة هناك”.
وقال الميجر جنرال إس.بي مويو، مسؤول الشؤون اللوجيستية بالجيش، “إننا نستهدف المجرمين المحيطين به (موغابي) الذين يرتكبون جرائم تسبب معاناة اجتماعية واقتصادية في البلاد من أجل تقديمهم للعدالة”. وأضاف “نتوقّع أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها عندما نستكمل مهمتنا”.
ودعت حركة التغيير الديمقراطي المعارضة إلى عودة الديمقراطية الدستورية، مشيرة إلى أنها تأمل بأن يقود التدخل العسكري إلى “تأسيس دولة وطنية مستقرة وديمقراطية وتقدمية”. ودعا كريس موتسفانجوا، زعيم رابطة قدامى المحاربين، دولة جنوب أفريقيا ودول جنوب وغرب أفريقيا للعودة للتعامل مع زيمبابوي التي أثر تراجع اقتصادها على مدى 20 عاما على منطقة جنوب أفريقيا بأسرها.
وأبدى جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا أمله في ألا تحدث تغييرات غير دستورية في حكومة زيمبابوي ودعا الحكومة والجيش لحل خلافاتهما سلميا.
وقال مسؤول حكومي إن الجيش ألقى القبض على وزير المالية إجناتيوس تشومبو، وهو عضو بارز في جناح بالحزب الحاكم يعرف باسم “جي40” وتتزعمه جريس زوجة موغابي.
وانتشر جنود في أنحاء العاصمة هاراري وسيطروا على هيئة البث الرسمية بعدما وجه حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي الحاكم الذي يتزعمه موغابي، اتهاما لقائد الجيش بالخيانة مما زاد من التكهنات بحدوث انقلاب على الرئيس.
ونصحت الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياهما في زيمبابوي بالبقاء في منازلهم بسبب “الغموض السياسي”. والأوضاع في البلاد متوترة عندما قال تشيونغا قائد القوات المسلحة إنه مستعد “للتدخل” لإنهاء حملة تطهير ضد أنصار نائب الرئيس المقال إمرسون منانغاغوا.
وكان منانغاغوا الملقب بـ”التمساح” الأوفر حظا لخلافة موغابي، لكن أطيح به قبل أسبوع لتمهيد الطريق أمام زوجة موغابي البالغة من العمر 52 عاما لخلافته.