أول دواء رقمي يثير مخاوف متعلقة بالخصوصية

البلاد اليوم – وكالات –
أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أول أقراص رقمية في العالم تتتبع حالة المريض بعد ابتلاعها وتتيح معرفة مدى التزامه بتناول أدويته.
وتتيح أيضا متابعة مؤشرات حيوية البدنية كمستوى النشاط وأنماط النوم ومعدل نبض القلب وضغط الدم والتنفس.
ويعمل الدواء الذكي “أبْلِيفاي ماي سايت” المستخدم في علاج انفصام الشخصية داخل جسم الإنسان كجهاز استشعار قابل للهضم، يسجل بداية نشاطه بعد ابتلاعه.
ويرتدي المريض لاصقة على القفص الصدري تنقل المعلومات القادمة من داخل الجسم عبر البلوتوث إلى الهاتف ومن الممكن إرسالها مباشرة إلى الطبيب المعالج.
ويرى الخبراء أن هذا الدواء من الممكن أن يحسن التزام المريض بالأدوية غير أن الشركة المنتجة للأقراص قالت: “إن ذلك لم يثبت حتى الآن بالنسبة إلى منتجها”.
وينشط جهاز الاستشعار الذي يصل حجمه إلى ما يعادل حبة الرمل، والمصنوع من السيليكون والنحاس والمغنيسيوم عندما يتصل مباشرة بسائل المعدة، ويستغرق من 30 دقيقة إلى ساعتين حتى يبدأ برصد استيعاب القرص داخل المعدة.
وقال ميتشل ماتيس، من إدارة الغذاء والدواء الأميركية: إن “القدرة على تتبُّع ابتلاع أدوية موصوفة للعلاجات العقلية قد يكون مفيداً لبعض المرضى”.
وتعد الأقراص الذكية إحدى الطرق العلاجية للمشكلة السائدة بين المرضى، الذين لا يتناولون الدواء بشكل صحيح. حيث كلف الاستخدام الخاطئ للأدوية قطاع الرعاية الصحية في الولايات المتحدة أكثر من 200 مليار دولار، في عام 2012.
وأثارت هذه الحبوب مخاوف تتعلق بالخصوصية في احتمالية استغلال معلومات المريض بشكل غير مشروع والتعدي على حقوقه.
فما أن أعلنت إدارة الغذاء والدواء عن “موافقتها على الدواء الرقمي حتى اشتعل الجدل العلمي حول قدرة الأقراص على التجسس على المرضى من خلال المعلومات التي جمعها ووضعها بين أيدي الأطباء والكوادر المعنية بتتبع حالاتهم”.
وعبر الخبراء عن قلقهم لكون الدواء المبتكر قد يصبح خطوة لمعاقبة المرضى الذين لا يَتناولون دواءهم كما ينبغي.
وقال الدكتور ويليام شرانك رئيس الخدمات الطبية في المركز الطبي لجامعة بيتسبرغ “عندما يهمل المرضى أدويتهم أو أنماط الحياة التي وصفها لهم أطباؤهم، فإنهم يعرِضون أنفسهم لعواقب وخيمة، ويكون لِإهمالهم تكاليف جسيمة”.
ويؤكد أن هذا “الابتكار يحسن الصحة العامة، لكنه يحذر من إساءة استعماله موضحا “يُحتمَل أن تزعزع الثقة بدلًا من تعزيزها”.
ويعبر الدكتور بيتر كرامر وهو طبيب نفسي عن قلقه على امكانية تحول الأقراص المبتكرة إلى “أداة قمعية” للمرضى.