فرصة أخيرة أمام ميركل لإنقاذ حياتها السياسية

البلاد اليوم – وكالات –
تقوم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاحد بمحاولة اخيرة لتشكيل حكومة في البلاد وتجنيب بلادها واوروبا مرحلة اضطراب ستعني بالنسبة لها نهاية حياتها السياسية ايضا.
ويمثل تشكيل ائتلاف ثلاثي غير مألوف بين المحافظين والليبراليين والخضر الأمل الواقعي الوحيد لميركل لضمان توليها فترة رابعة بعد تكبدها خسائر في الانتخابات التي جرت في أيلول. لكن بعد محادثات على مدى أربعة أسابيع ظلت الخلافات قائمة بين هذه الأحزاب.
وتجري ميركل مفاوضات شاقة جدا بهدف تشكيل تحالف مع الحزب الليبرالي الديموقراطي ودعاة حماية البيئة (الخضر)، وهو تحالف لم يختبر في المانيا من قبل.
ويبدأ اجتماع الفرصة الاخيرة ويفترض ان ينتهي مساء اليوم مع امكانية تمديده. وكانت مهلة اولى انتهت مساء الخميس بدون التوصل الى اي نتيجة. والقضايا الخلافية كثيرة من سياسة الهجرة الى البيئة والاولويات الضريبية واوروبا.
وقال فولكر كاودر احد المقربين من ميركل “نحن مقتنعون بان قرارا سيتخذ الاحد ولدينا وقت طويل لاستكشاف الوضع”.
وفي حال لم يتم التوصل الى نتيجة، يفترض ان تعود المانيا الى صناديق الاقتراع مطلع 2018. وفي هذه الحالة ستجرى الانتخابات بدون ان تكون ميركل على رأس الاتحاد الديموقراطي المسيحي. لذلك يبدو مصيرها مرتبطا بنجاح المشاورات التي تجريها حاليا.
وكشف استطلاع للرأي ، ان 61.4 بالمئة من الالمان يعتقدون انها لا تستطيع ان تبقى في منصبها في حال اخفقت في مفاوضاتها لتشكيل ائتلاف حكومي.
وكانت ميركل التي تحكم المانيا منذ 12 عاما، ومعسكرها المحافظ فازا في الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية ايلول الماضي.
لكن نتيجة الاقتراع كانت الاسوأ التي يسجلها المحافظون منذ 1949 بسبب تقدم اليمين المتطرف الممثل بحزب البديل من اجل المانيا الذي يستفيد من استياء جزء من الرأي العام من وصول اكثر من مليون طالب لجوء.
لهذا السبب، تواجه ميركل صعوبة في التوصل الى اغلبية في مجلس النواب حيث قرر الاشتراكيون الديموقراطيون الا يواصلوا الحكم معها بعد هزيمتهم في الانتخابات.
واذا لم تتوصل الأحزاب الأربعة الممثلة للاتجاهات الرئيسية في الطيف السياسي، فستبقى الحكومة في متاهة فعلية فيما ستظل ميركل عبارة عن مستشارة تصريف أعمال.
وفي حال فشلوا، فيرجح أن تجري ألمانيا انتخابات مبكرة وهو ما سيعرض ميركل إلى مزيد من الانتقادات حتى في صفوف حلفائها .