عدنان جمعة … الشاعر الذي يرسم العشق بالحروف ( أضاءة )

بقلم الدكتور رجب الشيخ –
في الحقيقية عند قراءتي للنص النثري الذي كتبه الاخ الشاعر عدنان جمعه ( ليل بعباءة الشوق) استحضرت في ذاكرتي بعض من قراءاتي القديمة لشعراء السبعينات امثال الشاعر حميد سعيد وحسين مردان وكيفية مزج الحرف بالمعنى بالطريقة الحداثوية التي تعتمد على الصور الانفعالية بحركة منتقاة من واقع الجمال التكويني لمفردة العشق ومزج الوانها بفرشاة محترف معتمدا على هيكلية النص النثري ..حيث قرر الشاعر برسم صور الاشجار ونعتها بالحزينة ….ووضف اسلوبية الشكل بحركات صوتيه حينما ذكر الصراخ بالوان الشمس …تلك الوصفية الصورية . حيث انه يقول
رافقني رحلة الجنون
الأشجار الحزينة تعود للحياة
حان الوقت للطوفان الأخير
نخالف القوانين
نصرخ بملء السماء
والأرض تلتقي فوق صدركَ الثلجي
ليس جرمٌ أن اقطف الشمس
بضباب اللذة في آن واحد
ألبسكَ إياها عباءة نشوتي
سأسرق كل ما استطيع من سحر عينيكَ
بشظايا رغبتي
أعتمد الشاعر على خزينه المعرفي من مفردات وجمل جميلة صاغها بشكل رائع معتمدا على درايته برص صفوف الجملة النثرية بتكهنات شاعر عرف كيف يوظفها بطريقة جميلة ومبسطه باستخدام السهل الممتنع دون تعقيد او ترميز واستخدام مفرداتها من المعاني ما تذهل القارىء وتستقطب االمتلقي بطريقة مبسطة غاية من الجمال …. و كيفية تعامله مع اللغة المرنة يترجمها الى ايقونة عطر يفوح منها الا الجميل …..حيث انه يعتمد على النقلات الحسيه بذهنية متصاعدة ……
فالليل آت .
أيها المخفي والمستور
لماذا الوقت غير كاف
أسرع بالعناق وأجسادنا مصلوبة
أريد أن أحيا بحرائقي
وأشم رائحة العشب
أشحذ شهوتي
لأنكَ مائدتي في هذا المساء
وبكاء سرير
أين يمكن أن تكون الجنة ؟
اقترب مني أكثر
ألهب شفتيَّ بأسراب من القبل
نحترق وامنحني قوتكَ
أدفء مواسمي بثورة أصابعكَ
تعال خذني بلا أسئلة
أعلنتكَ هذه الليلة
أميراً على عطش جسدي
وجنوني.