أسراب مواعيد

الشاعرة ميساء زيدان –
فقبلكَ لم تكنْ كانا..
ولا كُنّا ولا كانا..
فمذ أشرقتَ كنتِ الأرضَ
نبراساً وعنوانا..
ومذ نطقت عيون الطير
اسمك صارَ انسانا..
فقبلك طيفنا المحبوس
أشلاءً خطايانا..
وقبلكَ لم يكن حرفٌ
يغطّي كلّ معنانا..
وهل معنىً..؟
يعيشُ الناسُ دونَ الحبّ أبدانا..؟
وهلْ معنىً نخطّ الشعرَ
والأيامَ شكوانا..
فأنتَ الآنَ، قبلَ الآنَ
آناً بعدهُ آنا..
وأنتَ سماءُ منْ أكدى
وليلٌ ظلّ سهرانا..
سأدنو الآن من أبوابك العليا
لأقرأ بعض أسطرك
واو.. لام..ياء……
تصحيفٌ مفتون..
تخشعُ كلّ عصور الجان
يفنى الغالبُ والمغلوب..
دالٌ.. ياء.. لام..
لاتُكملْ..
فالصوتُ نهار
همسكَ ليل..
ياليل المايدري أين..؟؟
أسرابُ مواعيدٍ تترى
تشطبُ تقويماً وتروح..
يخضرُ ظلالي لبلاباً فوق سطوح..
فوق نوافذ بين جروح..
نامتْ أقراص الثلج على كتفيك
معطفك الثعلب
أغنية البرد..
وصوتُك فيروز الوروار..
ذات مساء..
رحلت آخرُ مركبةٍ
أخرُ مكتبةٍ
آخر موت..
صوتُ فناءْ..
ستأتي يا كلّ الأنتظارات..
وسفارات المواعيد المؤجلة
سوف تنساني الساعات
وتنساني أمي..
ولكن متى تأتي..؟؟
سأشربُ كلّ آلامي كؤوساً
أنحني سقما..
ولا أستنطقُ العدما..
يكادُ اللطف أن ينسابَ
صوتاً هامساً وفما..
وألف سما ستصبحُ شاهداً.. علما..
وإني إذ أراكَ الآن
آناً شدّ نيسانا..
وشبّ الوجدُ في الأضلاعِ
نيراناً وبركانا..
ومنك ستولدُ الكلماتُ انسانا..!!