الشباب … بلا هدف

بقلم رئيس التحرير دريد ثامر –
الاوقات التي تعيشها الشباب عصيبة جداً ، فهم يعانون من تجاذبات كبيرة تؤثر في حياتهم ، فأما الانجرار وراء تلك التداعيات المغرية أو البقاء مع اليأس القاتل والفراغ الطويل ، وكلاهما مر . ويجمع الشباب على انهم يسيرون بلا هدف ولا يعرفون الى أين يتجهون ؟ أو ماذا سيفعلون ؟ فالمستقبل مجهول أمامهم والتداعيات كثيرة واحتياجاتهم أكثر من ان تعد وتحصى ، ولا سيما ان المعاناة استمرت وطالت أكثر من اللازم ، بعد ان كان بعضهم يظن ، ان الذي جرى سوف يمر بسرعة ، وكان لابد من جميع الجهات المعنية بهذا الجانب ، ان تنتبه جيداً لشريحة الشباب وتوليها كل الاهتمام والعون ، وتقدم لها الدعم الكامل وفق برامج معدودة اعداداً جيداً لاستقطاب غالبيتهم وعدم السماح لهم بممارسة أوقات الفراغ في أشياء غير مجدية وبعيدة عن الواقع .
وتفتقر معظم الاحياء والمدن الى النوادي الخاصة بالشباب والمراكز الرياضية والتأهيلية التي تستقطب اهتماماتهم أو قضاء أوقات فراغهم فيها وهؤلاء يعانون من أوقات مهدورة وضائعة لا يعرفون كيف يوظفونها أو يسيرون حياتهم من خلالها ، ومن الصعب استيعاب كل هواياتهم وطموحاتهم دفعة واحدة ، كان لابد من ايجاد طرق ووسائل يمكن ان تستوعب طاقاتهم وتوفر لهم فرصاً لقضاء الاوقات ، ولتجنبهم من الانزلاق في مهاوي الانحراف والجريمة ، على ان تكون تلك الحلول ذات ابعاد كفيلة باستيعاب جميع طاقاتهم وهواياتهم واتجاهاتهم في كل الاشكال،وبأن تكون تلك الوسائل هي عبارة عن استيعاب الطاقات العلمية والفنية والرياضية الذي عادة ما تكون ذات ابعاد هادفة يمكن ان تفيدهم ، وكذلك يمكن استيعاب تلك الطاقات في اعمال صيفية وسفرات مشتركة حتى لا تدع لهم مجالاً كبيراً أو فراغاً يمكن ان تنفذ فيه التأثيرات الجانبية وليكونوا محصين ضد كل انواع التأثيرات الاخرى وبالاضافة الى عملية استغلال الشباب في أشياء نافعة يعد خدمة مقدمة الى المجتمع ككل ، فهولاء الشباب وجدوا انفسهم وسط دوامة لا نهاية لها بين البطالة والضياع وعدم الاستقرار ، لذلك يجب استغلال أوقاتهم استغلالا جيداً لكي لا يصابوا بالاحباط وتهبـط عزيمتهم .
الشباب يحتاجون الى رعاية كبيرة واهتمام عظيم من الجهات ذات العلاقة أولاً ، لانهم يعدون أكبر شريحة في المجتمع والاطول عمراً وقادة المستقبل وعليهم الاعتماد في البناء والتقدم ومراعاتهم ، والسعي الى الاهتمام بهم تأتي كونهم يشكلوا قاعدة عريضة لبناء صروح الوطن ، فهم متعددو المواهب ومختلفو التوجيهات والنظرات ولديهم كل أسباب القوة والعزيمة والاصرار للتحدي ومواصلة السير نحو غد مشرق .