المرجعية: مقاتلونا ومن يساندهم ويدعمهم إنموذج أمثل لمن صدق ولائه للإمام الحسين

البلاد اليوم – بغداد –
اعتبرت المرجعية الدينية العليا؛ عصابات داعش أوضح مصداق على مشيئة الله عز وجل في اختبارنا من خلال الابتلاء بهم باعتبارهم قوم ليس لديهم غير العنف والتوحش والاعتداء سبيلا لدعوتهم ومنهجهم.
كما عدت المرجعية من خلال ممثلها وإمام جمعتها في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، عدت مقاتلينا الأبطال أنموذج امثل لمن صدق في دعوى ولائه للإمام الحسين عليه السلام، مستدركا من يساندهم ويدعمهم بالمال والمؤن وسائر ما يحتاجون إليه كشريكا لهم في ذات المرتبة.
وعلى نحو الوصايا، تطرق الكربلائي خلال إمامته لصلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف التي أقيمت اليوم الجمعة الى مجموعة وصايا ولازمات موجهة للمؤمنين والمؤمنات ممن يسير في درب المحبة والولاء للإمام الحسين عليه السلام بمناسبة اقتراب أيام مسيرة الأربعين الخالدة، متمنيا منهم استذكارها والعمل على تحقيقها تأسيا بالقران الكريم وسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآله الأطهار عليهم السلام فضلا عما تقتضيه الفطرة الإنسانية وسيرة العقلاء بضرورة أن يكون المسير هادفاً وواعياً وبعيداً عن السطحية، بالاستفادة من المأثور من زيارة المعصومين عليهم السلام والأهداف الإلهية المتوخاة منها.
كما نبه سماحته ” الى أهمية مبدأ التولي لله تعالى ورسوله والأئمة الأطهار عليهم السلام وأوليائه الصالحين؛ والتبريء من أعدائهم ـــ كمصداق لزيارة الأربعين ـــ وان هذا المبدأ حي لا ينقطع ما بقي لله تعالى عباد يسيرون على نهجهم ويعملون بسيرتهم ويدعون للاقتفاء بآثارهم والعمل لإعلاء كلمتهم، وكان لهم أعداء يجهدون لإطفاء نورهم ومحو آثارهم والتنكيل بمحبيهم ومحاربة نهجهم “، مؤكدا في الوقت ذاته على أن “المناط في الولاء الصادق ليس مجرد إظهار الحب بل صدق الطاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم واله الأطهار عليهم السلام؛ واقتفاء آثارهم فيما ورد عنهم من مناهج الحياة المختلفة من أداء الواجبات وترك المحرمات والتخلق بأخلاقهم وآدابهم”.
كما أكد المتولي الشرعي لحرم الإمام الحسين عليه السلام على “ضرورة اغتنام ما هيئه الباري عز وجل من فرصة ثمينة تسمح لنا بتعريف قضيتنا وتوعية العالم بمبادئها الإنسانية السامية العظيمة بما يعزز الثقافة الإسلامية الأصيلة على الساحة العالمية وفرض احترام الشعوب لها بل وإجلالها لمقدساتنا، وتحبيبهم لها ولهذه المسيرة من خلال ” إظهاركم لسموها وقداسة شعائرها ومبادئها وإبراز مكارم الأخلاق فيها “. فضلا عن ضرورة منع من يحاول خدش هذه الثقافة الأصيلة بسلوكياته وتصرفاته غير اللائقة، وضبطها بما لا يخرجها عن المحددات الشرعية”.
وأوصى الكربلائي “المؤمنات المشاركات في مسيرة الأربعين المباركة بتبيان مواساتهن لنساء أهل البيت عليهم السلام وبالأخص السيدة زينب عليها السلام من خلال مراعاة العفة والحجاب وصون اللسان والعين عن الحرام”.
وفي مورد التبليغ الديني وإعلانا عما تشهده طرق المسير للزيارة الإلهية من تواجد لفضلاء وطلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، طالب الكربلائي السائرين الى الإمام الحسين عليه السلام “بضرورة استثمار هذه الفرصة من خلال التعرف على أحكام الدينية وسيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام والاسترشاد بما يقدمه هؤلاء الإخوة المبلغون والأخوات المبلغات من مواعظ وإرشادات لضمان التوفيق لزيارة سيد الشهداء عليه السلام والانتهال من معارف أهل البيت عليهم السلام والتزود بالتقوى والسداد في الحياة وليوم المعاد”.
وفي أخر توجيه من الخطبة الثانية التي جّير موضوعها لصالح مسير الأربعين، أوصى الكربلائي “اصحاب المواكب والرواديد بضرورة منح المساحة الوافية من أشعارهم وشعاراتهم لتمجيد بطولات وتضحيات مقاتلينا الأبطال لأنهم تجسيد فعلي لمبادئ الإمام الحسين عليه السلام وطفه الخالد”، كما طالب برفع صور الشهداء الأبرار وذكر أسمائهم في الطرق التي يسلكها المشاة الى كربلاء المقدسة بما يبقيهم ذكريات راسخة وماثلة في النفوس عرفانا منا لما قدموه من تضحيات ودماء زاكيات.