علي الحديثي – جاء متأخراً

كتبه نبيل الشرع –
أضاءة خفيفة على نص جئت متاخرا من رواية بنفس العنوان للروائي (( علي الحديثي )) ,,,, الاجناس الادبية خارطة للحدث الذاتي والحدث العرضي ومابينهما يظهر الاسقاط الشعوري ليحكي خلجات معنى من معاني الحياة وشؤونها ولهذا يكون عنصر ((البوصلة الفكرية )) يطرح الاستاذ (( محمد أمنصور / ناقد روائي / مغربي )) في معرض توضيحه لموضوعات الرواية والهواجس التي تؤطرها هاجس إدراج الرواية في سياق الصراع المجتمعي وتوجيه دلالاتها في منحى الأطروحات الإيديولوجية (أي في منحى إمكانية أو وهم السيطرة على الواقع أو التاريخ )) لذا جاءت هواجس واسقاطات الروائي استاذنا ((علي الحديثي)) بلونية تفرض هيمنة ذوقية لم تتتعب بالذهن بل عبرت عن الصبغة الانية للحدث الذي يمر به الكاتب لان الصنعة الادبية تتاثر وتتالق اذاما كان صاحبها منفتح على بؤر الاحداث دقيقها وخفيها فكانت انطلاقات هذا النص(( جئت متأخرا)) متماهية مع واقع الكاتب اسمعه يقول في عتبة الاخراج :
((لقد تاخرت !
ما الجديد ؟
ابتسامتها موجة تراقصت فوق شفتيها النديتين ، وهي تسالني باستغراب
_ لم افهم ؟!
_ عندما افهم سأخبرك ..
_ومتى تفهم؟
_عندما اجد نفسي ..))
تبريرات (( علي الحديثي)) لشجونه في محطات الصبر فعلية ثائرة تشهر النمط الايحائي بلا تكلف
في ركن اخر من اركان السرد الذي بين ايدينا نقرأ :
((اشعر ان لقاءنا الاول فيه شئ من الغرابة ؟
بدأنا الحديث وكأن أحدنا يعرف الاخر منذ زمن طويل
إما لأنك ذكي أو ماكر))
شهية جذابة بين ازمنة العشق وتعبير متبسم في خضم سواتر الالم يكتبها ((الحديثي ))
من ثم ينقلنا الكاتب الى براءة القناعة بالموجود والتي هي ليس استسلاما بل هي نظرة تختلف في موجودها عن المالوف تكاد تكون محاولة ذكية لتأريخ الشعور بلغة الانتصار ففي نهاية السرد يشرف الراوي علي الحديثي على انفاسه بسحنة عامرة بالكبرياء اذ يقول
في زاويتي المفضلة ، جلست في مقهى ام كلثوم وفتحت دفتري لاستذكر مع اوراقي عهدا ظننته قد مات قبل ان أراها .