الحَسْنَاءُ السُّومِرِيَّةُ

شعر يوسف رشيد حسين الزهيري –
اِسْتَفِيقِي يَا سُومِرِيَّتَيْ الأَبِيَّةُ.
فَكُلُّ تَضَارِيسِ وَجْهِكَ الشاطئية.
شُمُوخُ اِمْرَأَةٍ عَرَبِيَّةٌ.
وَاُنْظُرِي صَوْبَ مَرْأَةٍ. ضِفَافُكَ السَّاحِلِيَّةَ.
دِمَاءٌ فِي شَوَارِعِكَ التُّرَابِيَّةَ.
رَمَادٌ فِي مَوَاقِدِكَ البِدَائِيَّةَ.
أَسْأَلُكِ سَيِّدَتِي.
كَيْفَ تُحَوِّلُ يَنْبُوعَكَ العَذْبُ.
إِلَى مَأْوَي للغربان.
وَكَيْفَ تَوَاصُلَيْنِ صَمْتُكَ حَتَّى الآنَ.
لَقَدْ حَرَّرْتُ الشَّعْرَ مِنْ جَمِيعِ الأَوْزَانِ.
فَلَمْ أَجَدُّ سِوَى رَمَادِ الشُّعَرَاءِ.
لَمْ أَجَدُّ سِوَى القُبُورِ والأكفان.
تَضَيُّقٌ بِالحُزْنِ الأَحْزَانُ.
لَمْ يَسْتَيْقِظْ أَبِي نؤاس وَلَا المُتَنَبِّي.
وَلَمْ يَسْتَيْقِظْ السُّلْطَانُ.
وَلُمَّ تَطُوفُ حَوْلَهِ الجَوَارِي وَالغِلْمَانُ.
اِسْتَفِيقِي أَيَّتُهَا الأَبِيَّةُ.
فَعَلَى أَسْوَارِكَ اليَوْمَ تَقِفُ جُيُوشٌ عتية.
وَسُلْطَانُكَ يُغَطِّ فِي نومة أَبَدِيَّةً.
وَأَنْتَ يَا سَيِّدَتِي السُّومِرِيَّةُ.
مَنْ تَحْمِلِينَ تَاجَ المُلُوكِ وَالدِّرْعِ وَالهُوِيَّةِ.
أَنْتَ حَضَارَةٌ. شَقَّتْ عَبْرَ الأَزْمِنَةِ القَدِيمَةِ.
شَقَّتْ الرِّيحُ. وَأَبْحَرَتْ فِي البِحَارِ سَفِينَةٌ.
قَبْلَ أَنْ يَنْشَآ مُلْكٌ وَحَضَارَةٌ وَمَدِينَةٌ