الباراسيكولوجي في الأدب العراقي

الأديبة إيناس الشمري –
يتكون مصطلح الباراسيكولوجي من مقطعين هما (البارا)وتعني قرب أو بجانب أو وراء ،و(سيكولوجيا)تعني علم النفس فالمصطلح يعني علم نفس الخوارق ،وهناك من يدعوه ماوراء علم النفس ..إلخ ، من مصطلحات تنتهي إلى معنى ما يتجاوز علم النفس من ظواهر خارقة وغريبة .
فقد عبرت ظواهر الباراسيكولوجي آفاق الزمان والمكان ،وامتدت عبر العصور بمراحل تاريخية متعددة .حين بدأ الإنسان يلتمس أسسا علمية لتلك الخوارق الباراسيكولوجية فكون الجمعيات التي بدأت تظهر منذ نهاية القرن التاسع عشر ،فتأسست الجمعية الفرنسية في باريس سنة 1867،وأطلق عليها (جمعية البحوث السيكوفيزبولوجية )التي قامت بدراسة التخاطر ،وتتبع ظهور الأشباح .انضم للجمعية علماء بارزون أمثال شادل ريشية ، وأصدرت مجلة أسمتها المجلة النفسية (أو الروحية)، وكان يديرها الدكتور داريكسن .ثم توالت الجمعيات .وعقدت المؤتمرات العلمية فقد عقد أول مؤتمر للظواهر الباراسيكولوجية في باريس سنة 1889، واجتمع فيه المندوبون من المجامع الروحية في العالم .أما عن أول مؤتمر في القرن العشرين فكانت الدانمارك هي الدولة المستضيفة له ،وعقد في مدينة كوبنهاجن سنة 1921تحت إشراف كارل فيت .ثم انعقد المؤتمر الثاني عام 1923في بولندا وتحديداً وارسو .في سنة 1937انعقد المؤتمر الثالث في باريس تحت إشراف كارلس ديشيه،ثم تلاه المؤتمر الرابع سنة 1930في اليونان وتحديداًفي مدينة (أثينا).وقد تم تعريف الباراسيكولوجي تعريفا علميا بأنه (ذلك الميدان العلمي الذي يُعنى بتفاعلات الإحساس والحركة من دون الارتباط بقوة أو آلية فيزياوية معروفة).ومن ظواهر الباراسيكولوجي التخاطر : هو اتصال مُباشر بين عقلين من دون استخدام أية وسائل مادية ،ويفترض عقلا يعمل مُرسلا وآخر مُتسلما . والسيكوكينزيا من الظواهر الباراسيكولوجية التي شدت انتباه الباحثين ..وهي عبارة عن تحريك الأشياء ورفعها عن الأرض دون وساطة مادية .وغيرها من الظواهر الباراسيكولوجية .
أنا أُلاحظ إن الأدب الغربي قد تناول أصحاب الخوارق وهي شريحة من المجتمع في سرده بصورة كافية .ونجد في أدبنا العراقي إن هذه الفئة من المجتمع مغيبة .فيجب تسليط الضوء عليهم من قبل الأدباء .فلا يوجد قانون وضعي يتناول حقوقهم ،فهم كجرذان المختبر في يد الدولة !. ويمكن للأدباء تثقيف مجتمعنا على كيفية التعامل مع هؤلاء الأشخاص ،فهم أصحاب خوارق وليسوا مجانيناً،وهناك الكثير من المواضيع بهذا الخصوص .فعراقنا يزخر بالثروات ،وثرواتنا لا تنحصر بالنفط واليورانيوم ،فأصحاب الخوارق ثروة أخرى يمتلكها عراقنا الغالي.